تاريخ الشركة
تنمو شركات التأمين في مختلف أنحاء العالم نموا مطردا وتتوسع أعمالها وتتنوع منتجاتها لتواكب نمو وازدياد الأنشطة الاقتصادية والصناعية والخدمات الاجتماعية، ومن ثم تزيد حاجة شركات التأمين إلى غطاءات وضمانات تأمينية أكثر حيث لا تكفي رؤوس أموالها وحقوق ملكياتها مهما بلغت لمواجهة الأخطار الناتجة عن تغطياتها مما يحتم عليها الاستعانة بشركات الإعادة لتكتمل بذلك منظومة آلية خدمات التأمين وإعادة التأمين والتي تقوم أساسا على مبدأ توزيع الخطر ماديا وجغرافيا. وتستقطب شركات الإعادة العالمية القيادية جزءا كبيرا من محافظ أقساط شركات التأمين لتنامي خبراتها تاريخيا وطاقتها الاستيعابية ورؤوس أموالها العملاقة واستثماراتها الصلبة وامتداد خدماتها جغرافيا. وتحافظ شركات الاعادة الإقليمية والوطنية في مناطق ودول عديدة على زيادة حصتها من تلك الاسواق عبر خدماتها وعلاقاتها المباشرة ومعايشتها لتلك الاقتصاديات عن كثب.
تجاوبت العديد من المؤسسات والشركات المالية والتأمينية من القطاع الخاص والحكومي في الدول العربية مع توصية الاتحاد العام العربي للتأمين بختام مؤتمره الخامس في الكويت عام 1969 والداعية لتأسيس شركة إعادة تأمين عربية لتمارس دورها في دعم شركات التأمين العربية والتطلع للأسواق العالمية مع إضطراد نموها، وقد سعت العديد من الدول العربية لاستضافة مقر الشركة عبر تقديم مزايا وإعفاءات مالية وقانونية وضريبية لها، وفي
1972/03/11 تأسست في بيروت شركة إعادة التأمين العربية ش.م.ل. (شركة عربية دولية) برأس مال قدره مليوني جنية إسترليني وهي الأولى من نوعها في الجمهورية اللبنانية.
ولم يمض ثلاث سنوات على انطلاقتها، حتى عايشت الإعادة العربية الحرب الأهلية في لبنان التي اندلعت عام 1975 وانعكست آثارها السلبية على كافة القطاعات الاقتصادية ما دفع العديد من المؤسسات والشركات إلى نقل نشاطها إلى الخارج، إلا إن الإعادة العربية بإرادة موظفيها الراسخة وإيمان مجلس إدارتها ومساهميها بهذا المشروع العربي المشترك وبوفائها للبلد المضيف، استمرت في ممارسة اعمالها والوفاء بالتزاماتها وتعاقداتها بل كانت ومازالت من اوائل الشركات في هذا المجال وبشهادة كل عملائها. وقد استطاعت بثباتها وامكانياتها أن تنفض عنها آثار الحرب متطلعة إلى المستقبل بتفاؤل وأمل. وكان لها ما أرادت بعد سنوات من ثباتها على ارض صلبة الانطلاق بقفزات متتالية وواثقة نحو أهدافها متمثلة بتنمية أعمالها وتحسين نتائجها وزيادة رأسمالها وتعزيز احتياطاتها الفنية والمالية والتوسع في قاعدة أعمالها واستقطاب المزيد من العملاء، واكتساب سمعة تجارية مميزة مكنتها من تبوء مكان متقدم بين مثيلاتها ومنافسيها في أسواق التأمين العربية وجيرانها ، محققة بذلك العديد من الآمال المعقودة عليها.